كان عام 2023 البداية الحقيقية لمسيرتي نحو النجاح، حيث انطلقت رحلتي في برنامج الماجستير في القيادة الابتكارية مع جامعة الإمارات العربية المتحدة بالتعاون مع مؤسسة حمدان بن راشد آل مكتوم للعلوم الطبية والتربوية.
كانت هذه التجربة فرصة استثنائية، فتحت لي أبواب المعرفة والإلهام، وجعلتني جزءًا من رحلة غنية بالتحديات والفرص.من خلال هذا البرنامج، حظيت بشرف التعلم على أيدي نخبة من الدكاترة ذوي الكفاءات العالية، الذين لم يقتصر عطاؤهم على تقديم المعرفة النظرية، بل غاصوا في أعماق الواقع الميداني، مقدمين رؤى وخبرات لا يمكن لأي كتاب أو موسوعة أن تعوضها.
كل محاضرة كانت بمثابة نافذة جديدة على عالم من الأفكار التي ساعدتني على فهم التحديات القيادية من منظور عملي.وعلى الجانب الآخر، كنت جزءًا من مجتمع طلابي متنوع يجمع بين أفراد من مختلف إمارات الدولة، ومن مجالات عمل ومناصب متعددة. كل زميل كان يحمل معه فكرًا فريدًا وثقافة متنوعة واستراتيجيات مبتكرة، مما أضاف أبعادًا جديدة إلى شخصيتي القيادية. هذا التنوع كان بمثابة بيئة تعليمية مثرية ساهمت في تشكيل رؤيتي ودعمت تطوري كقائدة قادرة على الابتكار ومواجهة التحديات.
خلال رحلتي في هذا البرنامج، خضعت لدراسة 10 مساقات متخصصة، صُممت لتعزيز مهاراتنا القيادية وتطويرها بشكل شامل. كل مساق كان بمثابة لبنة أساسية أضافت إلى معرفتنا أدوات عملية ونظرية قيّمة.
بدايتاً مع خريف 2023، التي كانت انطلاقة مسيرتنا نحو استكشاف آفاق القيادة الابتكارية، شملت دراستنا ثلاثة مساقات أساسية أسهمت في تأسيس مهاراتنا القيادية ورؤيتنا للتعليم الفعّال:
كانت أولى خطواتي في مسيرة الماجستير بمثابة تحدٍ كبير بالنسبة لي، حيث كانت خبرتي في الميدان لا تتجاوز السنتين، مما جعل معرفتي العملية محدودة. لكن وجودي بين زملاء الدراسة الذين يحملون سنوات من الخبرة، كانت فرصة لا تُقدّر بثمن. من خلال التفاعل معهم، استقيت الكثير من المعارف والأفكار التي أثرتني خلال فترة قصيرة.هذا الفصل كان مليئًا بالتعلم والتحديات، حيث امتزجت فيه المهام الفردية والجماعية التي ساعدتني على تعزيز معرفتي وتوسيع آفاقي.
خلال هذا الفصل، لم يكن التعلم مقتصرًا على قاعات الدراسة، بل كانت رحلة لاكتشاف الذات والواقع الميداني، حيث اكتسبت فهمًا أعمق للتحديات التربوية وبدأت في صياغة رؤية قيادية مبنية على المعرفة والخبرة المتبادلة مع زملائي.
ربيع 2024: فصل من التعلم العميق والإنجاز المتميز
في هذا الفصل، تعمقنا في ثلاثة مساقات أثرت بشكل كبير على رؤيتنا القيادية وأكسبتنا مهارات عملية أساسية لميدان التعليم.
صيف 2024: فصل من النقد والتأمل
في هذا الفصل، خضنا تجربة تعليمية مميزة من خلال دراسة مساق "إدارة خدمات الطلاب" مع الدكتور سلطان السويدي. كان هذا المساق مليئًا بالقراءات اليومية والأسبوعية التي تناولناها بالنقد والتحليل بشكل منتظم. كل قراءة كانت بمثابة نافذة جديدة فتحت لنا آفاقًا معرفية أعمق حول أهمية الخدمات الطلابية وكيفية إدارتها بشكل فعّال داخل المؤسسات التعليمية.
من خلال الكتابة التأملية، تعلمنا أهمية التفكير النقدي وعمق التحليل في التعامل مع النصوص الأكاديمية، مما ساعدنا على تطوير قدرتنا على ربط الأفكار النظرية بالواقع العملي. كما عززت هذه القراءات فهمنا للدور الحاسم للخدمات الطلابية في تعزيز بيئة تعليمية داعمة ومتكاملة.
بالإضافة إلى ذلك، وفرت لنا المناقشات الصفية فرصة لتبادل وجهات النظر مع الزملاء، مما أضاف بعدًا جديدًا إلى تجربتنا التعليمية. هذا المساق لم يكن مجرد تجربة أكاديمية، بل كان رحلة تأمل وتعلم فتحت لنا أفقًا جديدًا في فهم القضايا التعليمية والاجتماعية المتعلقة بالطلاب.
كان صيف 2024 محطة مهمة على طريق بناء مهاراتنا كقادة تربويين قادرين على التفكير النقدي والتخطيط الاستراتيجي لتعزيز جودة الخدمات التعليمية.
خريف 2024: ختام مسيرة حافلة بالإنجازهذا الفصل كان بمثابة الخطوة الأخيرة في رحلتي لنيل الماجستير، حيث تضمنت الدراسة ثلاثة مساقات أثرت بشكل كبير على رؤيتي القيادية ومعرفتي العملية:
هنا أضع آخر كلماتي في ختام مسيرتي لنيل الماجستير، لحظة مليئة بالفخر والامتنان
أتوجه بخالص الشكر والامتنان لكل من كان جزءًا من هذه الرحلة المميزة، ولكل من ساهم في تقديم علم نافع وفتح لي أبواب المعرفة. أخص بالشكر الأستاذة منى الغيثي التي آمنت بطموحي واجتهادي، وكانت السبب في ترشيحي لهذا البرنامج، والدكتور أحمد الكعبي الذي أتاح لنا هذه الفرصة الذهبية للالتحاق بالدراسات العليا، وكان دائمًا مصدر إلهام ودعم منذ اللحظة الأولى.
كما لا يسعني إلا أن أعبر عن شكري العميق لزميلة الدراسة ورفيقة الدرب الأستاذة مها اليحيائي، لدعمها ووجودها الدائم بجانبي خلال رحلتي الدراسية، وتحفيزها المستمر لي على عدم الاستسلام والتوقف، مما جعل هذه التجربة مليئة بالتشجيع والمثابرة.
كما أخص بالشكر جامعة الإمارات العربية المتحدة ومؤسسة حمدان بن راشد آل مكتوم للعلوم الطبية والتربوية، وجميع القائمين على كلية التربية، لتقديمهم برنامجًا أكاديميًا متميزًا يرتقي بمهاراتنا ومعارفنا، ويساهم في تطويرنا كقادة تربويين.
إلى نخبة الدكاترة والأساتذة الكرام، كلمات الشكر لا تفيكم حقكم على صبركم ودعمكم الدائم. كنتم لنا قدوة بمثابرتكم وحرصكم على أن نحظى بتجربة تعليمية ثرية وشاملة. لقد أضفتم إلى رحلتنا معنى وقيمة، وتركتم في كل واحد منا أثرًا إيجابيًا لا يُنسى.
ختامًا، هذا الإنجاز هو ثمرة جهود مشتركة وذكريات لا تُنسى من التعلم والعمل الجماعي. ومع انتهاء هذه الرحلة، أستشعر عظمة المسؤولية لأحمل ما تعلمته إلى ميدان عملي، متطلعة إلى تحقيق المزيد من الإنجازات بإذن الله.